موقع"ALGERIA 24 " يرحب بك أجمل ترحيب ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه .. فأهلاً بكِ في هذا الموقع المبارك إن شاء الله ونرجوا أن تفيد وتستفيد منـا .. لك منـا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة ..

28‏/07‏/2011

جزائريون‭ ‬وجباتهم‭ ‬الرئيسية‮ ‬بطاطا‭ ‬مقلية‮ ‬وعلبة‭ ‬‮"‬دانون‮"‬‭ ‬وكأس‭ ‬مشروبات‮ ‬غازية؟‭!‬

image

لن نبالغ إذا قلنا "جزائريون يقتاتون على خشاوة الموائد"، أي فضلاتها وبقاياها، هؤلاء ليسوا أولئك المجانين الذين يقتاتون من المزابل، إنهم كانوا قبل ذلك من طبقة اجتماعية متوسطة الحال، تحولوا مع ارتفاع المعيشة، رغم دخلهم المتواضع، إلى فقراء فقرا أحاط بهم من كل جانب، فماذا تفعل أجرة بسيطة لعائل أسرة: هل يكسوهم؟ هل يداويهم؟ هل يطعمهم؟ هل يعلمهم؟ هل يشتري لهم أنواع اللحوم.. أم أنواع الخضر والفواكه.. أم يكتفي رغم أنفه بشراء الخبز والحليب.. وحبات بطاطا، لأجل أن توقد القدرة، بدل غلي الحجارة عسى يغط الصغار في نومهم لأجل‭ ‬وجبة‭ ‬لن‭ ‬تجهز‭!‬؟

  • الجوع‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الفقر‭ ‬الجزائري
  • في بيوت لا تقتصر على الريف الجزائري، بل على عائلات في المدن الكبرى، أعلنت الأسر حالة عجزها وقصورها عن توفير وجبات طعام يومية لأفرادها، مما ساهم في انقسام رهيب داخل هذه الأسر، وهناك من قام بشطب وجبة الغذاء من القاموس الغذائي أو العكس، بمعنى "إذا طاب العشاء ما يطيبش لغذاء، وإذا طاب الغذاء ما يطيبش العشاء" وأحيانا لا هذا ولا ذاك، أي »ربنا كما خلقتنا« عائلات تكاد تربط فيها البطون لعدة ليال من الجوع والعوز، أما الحاجيات الأخرى كالكسوة والعلاج، فغدت من كماليات الأمور!
  • داخل إحدى الأسر، مكونة من البنين والبنات، ترى سمات الحاجة مرسومة على ملامح أهلها، والمثل عندنا يقول "الخيريللش والشر يكمش" فترى وجوها مصفرة وملامح منقبضة، ومظاهر رثة، تقول "س.ب" إذا مكث والدي في الفراش، ولم يخرج يوما واحدا إلى عمله بسبب المرض، لم نشتر خبزا، ولم نشرب حليبا، أما ارتشاف القهوة، فذلك حلم ولى في بيتنا، حيث لا نقوم بطهيها إلا في حالات ناذرة إذا رضيت أمي باستخراج علبة البن التي تخفيها لأطول مدة عنا مخافة نفاذها، لذلك فصينية الحليب والقهوة في الصباح من أحلامنا الضائعة، أما قهوة العصر التي تعرف بها البيوت‭ ‬الشرقية‭ ‬خاصة،‭ ‬فقد‭ ‬اختفت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البيوت،‮ ‬احتياطا‭ ‬لبقاء‭ ‬علبة‭ ‬الحليب‭ ‬فترة‭ ‬أطول‭!‬

  • الخبزة‭ ‬المرة
  • في بيت أسري مجاور، توجد عائلة مكونة من إخوة ذكور وأخوات عانسات، ورغم ذلك، فإن رحمة إعالة الضعيفات قد ولت هي الأخرى، والعذر في ذلك "الله غالب ما كفيناش رواحنا"، وكلما التقيت بالشقيقتين، لم أر سوى تجاعيد الزمن التعيس مرسومة عليهن، وأياديَ جفت من تنظيف بيوت الأسياد، تقول إحداهن، لأجل الحصول على منصب عمل كمنظفة في إحدى الإدارات، كان لابد من المرور للعمل كخادمة في بيت أحد المسؤولين، حيث قضيت أسوأ فترات حياتي في استقبال الوفود اليومية، وغسل الأواني، حتى بت لا أرى العالم سوى عبر هذا الغسيل المقرف، تحملت ذلك لأجل الحصول على خبزة تضمن لي حتى الغذاء، أما شقيقتي الأخرى، فقد تركت مهنة الخياطة لتراجع الدخل فيها، وأصبحت عاملة تنظيف هي الأخرى، في إحدى المدارس الابتدائية، وهكذا نحن نتقاسم تكاليف البيت بين شراء الدقيق ولوازم الغذاء، والمساهمة في تسديد فواتير الماء والكهرباء،‭ ‬فلا‭ ‬حياة‭ ‬بالمجان‭ ‬في‭ ‬عصرنا،‮ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬مع‭ ‬إخوة‭ ‬من‭ ‬دمنا‭ ‬ولحمنا،‭ ‬ويبقى‭ ‬عدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬واضحا،‭ ‬حيث‭ ‬نخطط‭ ‬لحلم‭ ‬بسيط‮ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬أكلة‭ ‬شهية،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أجرة‭ ‬زهيدة‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬إلا‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭.‬
  • إحدى الشابات تعمل بإحدى الحمامات النسوية تقول: لقد طردنا والدنا بعد زواجه الثاني، حيث انتقلت رفقة أشقائي الثلاثة إلى إحدى المدن، وقمنا بكراء شبه كوخ نسكنه، وكل واحد منا خرج بحثا عن أي عمل نسترزق منه، والعجيب أني وأختي التي تعمل خادمة مثلي، يعول علينا من طرف‭ ‬إخوتنا‭ ‬الذكور‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬المال،‭ ‬وهكذا‭ ‬نحن‭ ‬نجمع‭ ‬المال‭ ‬ونقوم‭ ‬باقتسامه‭ ‬على‮ ‬حاجياتنا‭ ‬الغذائية‭ ‬ومصروف‮ "‬رجالنا‮"‬؟‭!‬
  • عرفنا في بعض البيوت التي ولجناها عن قرب، أن العائلة لا تعرف نكهة لطهي طعام، حتى يعود الأب العامل بإحدى المطاعم، محملا ببقايا المأكولات في أكياس بلاستيكية، وهكذا يأكل كل جوعان بنهم وارتياح، حسب أزمة بطنه؟
  • ولا غرابة أن نسمع عن أبناء يتطفلون على موائد أبائهم، حيث تنتشر ظاهرة يشتكي منها الآباء أنفسهم، هي استغلال أبنائهم لهم، وبدل أن يقوم الابن بإكرام والديه، يقوم بجلب حزمة أطفاله إليهم، فيمكثون هناك يأكلون ويشربون وينتزعون شغف اللقمة الدافئة، وفي نفس الوقت هم يقتصدون‭ ‬ويدخرون‭ ‬الدرهم‭ ‬الأبيض‭ ‬لليوم‭ ‬الأسود،‭ ‬هكذا‭ ‬اختفى‭ ‬بر‭ ‬الوالدين،‭ ‬وحل‮ ‬محله‭ ‬تحميلهم‭ ‬مسؤوليات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أرذل‭ ‬العمر،‭ ‬ما‭ ‬هكذا‭ ‬تورد‭ ‬الإبل‭ ‬يا‭ ‬سعود؟‭!‬

  • الأزمة‭ ‬تلد‭ ‬الهمة
  • إذا كان "طبق البطاطا" بالمرق أو "مقلية" دون بيض، فالبيض ارتفع شأنه، هو الطبق الأفضل والأكثر شيوعا في بيوتنا، أم العدس والفاصوليا، فتلك نعم كبرى، فقد ارتأت بعض ربات البيوت رفع هذا الضيق، حتى على الآباء والأزواج، حيث ينتشر في الشرق الجزائري ظاهرة صناعة الكسكسي وتسويقه، مقابل مبالغ زهيدة لا تداوي شقاء الجسد، فأصبحنا نرى بما في ذلك البيوت التي كانت ميسورة الحال، تقبل بلا خجل على انتظار شاحنات وصول الدقيق وفتله ثم بيعه في الميعاد، بغرض جمع المال وقضاء الحاجات الضرورية، التي عجز عن أدائها ولاة الأمور.
  • إذن.. أسر وعائلات، لا تطهي طعاما لأيام، وإذا طهت فهي عاجزة عن الاكتفاء، فتحولت علبة "الياوورت" مع قطعة خبز إلى وجبة كاملة، أو رغيف مع كأس مشروبات غازية، وفي أحسن الأحوال بطاطا مقلية "شهية"، أزمة غذاء امتدت لأصحاب الدخل الشهري، والحل الأمثل في مثل هذه الأسر،‭ ‬تربية‭ ‬دجاجة‭ ‬لأجل‭ ‬بيضة،‭ ‬وصناعة‭ ‬المأكولات‭ ‬التقليدية‭ ‬وبيعها،‭ ‬ليبقى‭ ‬السعي‮ ‬في‭ ‬الرزق‭ ‬مشروعا،‭ ‬وما‭ ‬خاب‭ ‬من‭ ‬توكل‭.. ‬كالطير‭ ‬تغدو‭ ‬خصاما‭ ‬وتروح‭ ‬بطانا؟‭!‬

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by CHeRRaK MaHFouD |Website by CHeRRaK MaHFouD | Forums تعريب : محفوظ