موقع"ALGERIA 24 " يرحب بك أجمل ترحيب ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه .. فأهلاً بكِ في هذا الموقع المبارك إن شاء الله ونرجوا أن تفيد وتستفيد منـا .. لك منـا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة ..

02‏/09‏/2011

حرائق مهولة تحاصر قرى ومداشر بجبال جيجل

image

إصابات خطيرة بين السكان والسلطات المحلية لم تتحرك

تسببت حرائق مهولة أضرمها مجهولون، أمس، وامتدت في مساحة ضخمة من جبال بلدية "الشقفة" المأهولة بالسكان في حدوث مأساة إنسانية حقيقية على إثر محاصرة كتل هائلة من النيران للقرى والمداشر التي تقيم بها أعداد كبيرة من العائلات، حيث أسفرت عن خسائر مادية ضخمة، ووقوع عديد الإصابات، وذلك وسط تقاعس فاضح من قبل السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا لإنقاذ حياة المواطنين وثرواتهم الفلاحية.

  • ووقعت العديد من الإصابات المتراوحة بين البالغة والخفيفة في أوساط سكان القرى المحترقة بحسب ما أفاد به لـ"الشروق" شهود عيان من أفراد العائلات المتضررة، في حين لم ترشح إلى الآن أي أخبار رسمية أكيدة عن حدوث وفيات رغم تداول أحاديث بشأنها على نطاق واسع بين السكان، أبرزها خبر احتراق شيخ في منزله بمشتى "تانمنرانت" القريبة من بلدية الشحنة.
  • وشاهد مواطنو البلدية صباح أمس تدفق عدد من السيارات والشاحنات حاملة على متنها أفراد عائلات هاربة من جحيم الحرائق.
  • وتفاقمت الحرائق التي انطلقت منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس لتتخذ بعدا كارثيا جراء عدم تدخل السلطات المحلية من أجل وضع حد لها، وأيضا بسبب توالي هبوب الرياح من كل الاتجاهات صبيحة أمس الخميس.
  • وحاصرت ألسنة اللهب مئات العائلات التي فرت بجلدها مخلفة وراءها منازلها وخيراتها من الحقول والأشجار وقد تحولت إلى ركام، وامتدت سحب الرماد والدخان لتغشى سماء البلدية بأكملها، ما أسفر عن حالة اختناق بالغ في الأجواء وحجب تام للرؤية ليس فقط في القرى الجبلية إياها بل أيضا في بقية الأماكن الحضرية من البلدية البعيدة عن أماكن الحرائق، كما شهدت كافة أرجاء البلدية ارتفاعا هائلا في درجة الحرارة.
  • وعاشت قرى "أولاد مسعود" و"ابريري" و"اغبالة" و"حلالة" و"المليمل" و"آينا" و"أولاد زكري" و"الزوبيا" و"السبت" و"بوعصفور"، يوما من الذعر والجحيم وسط ألسنة النيران، حيث صارع بعض أهلها بمفردهم لإنقاذ بقايا ممتلكاتهم، فيما فرت عائلات أخرى بجلدها بغرض إنقاذ حياتها من الهلاك، وتتواجد القرى المذكورة على مسافة بعيدة عن مقر بلدية الشقفة، وتشترك كلها في كونها مأهولة بالسكان وتقيم بها عائلات تعيش على خيرات الأرض، وتزخر تلك القرى بثروات كبيرة من الماشية والأشجار المثمرة وأشجار الزيتون العائدة لمئات السنين.
  • واكتفت السلطات البلدية والولائية ومصالح الحماية بالتفرج على الكارثة الإنسانية والطبيعية، وهي تأتي على الأخضر اليابس في المناطق المحترقة، حيث لم تحرك ساكنا من أجل إجلاء السكان وإنقاذ حياتهم وكذا وضع حد لتقدم النيران وإتيانها على الثروات الفلاحية، وفي الوقت الذي كان فيه مواطنو تلك القرى يرسلون نداءات الاستغاثة عبر الهاتف، لم تفعل السلطات شيئا بعد فوات الأوان غير إرسال بضع شاحنات إطفاء من الحجم الصغير، ليس بإمكانها فعل شيء أمام هول الحرائق الملتهبة، بينما يتطلب الموقف التدخل على نطاق واسع وبإمكانات ضخمة، على شاكلة الطائرات والمروحيات.
  • وقالت إحدى المواطنات التي احترقت دار و أرض عائلتها في قرية أولاد مسعود أنها لم تتوقف عن الاتصال بالحماية المدنية منذ ليلة الأربعاء مباشرة عقب بداية نشوب الحريق، إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا في مواجهة الكارثة، وظل أعوان مركز النداء التابع لها يجيبونها في كل مرة "إما بأنهم في طريقهم إلى عين المكان، وإما بأنهم يتواجدون الآن في المكان ذاته"، غير أن ذلك لم يحدث أبدا بحسب شهادتها.
  • وتسود في أوساط سكان القرى المحترقة، ومواطني بلدية الشقفة بصفة عامة، حالة من الغضب والسخط البالغ، على السلطات المحلية والمعنية، التي وقفت موقف المتفرج إزاء المأساة، ولم تحرك ساكنا لإطفاء الحرائق والحيلولة دون اتساع رقعتها، وكذا إنقاذ حياتهم وأرزاقهم، خاصة وأنها تشكل مصدر رزقهم الوحيد في منطقة تنعدم فيها فرص الشغل ومصادر العيش الأخرى.
  • ويحتمل أن تترك الكارثة الطبيعية التي ألمت بالمنطقة آثارا ديموغرافية سلبية على بلدية الشقفة وولاية جيجل بأكملها، حيث من المرجح أن تدفع بالسكان للنزوح إلى المدن بحثا عن مناطق آمنة للعيش.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by CHeRRaK MaHFouD |Website by CHeRRaK MaHFouD | Forums تعريب : محفوظ