احتضن أمس، مقر جريدة "الشروق" الدور النهائي للطبعة الحادية عشر لمسابقة حفظ القرآن السنوية الخاصة بجمعية حراء بمشاركة 37 مترشحا، لتنتهي المسابقة باختيار ثلاثة فائزين من ثلاث فئات، فئة المجازين، الحفظ مع التفسير وفئة الحفظ، والفائزون التسعة على موعد مع حفل تسلم جوائزهم بقاعة الموڤار في الواحد والعشرين من هذا الشهر برعاية "الشروق" وبحضور عدد من الأئمة والمنشدين والضيوف من مختلف القطاعات المهتمة بنشر القرآن و خدمته.
- تلا نهار أمس 37 مترشحا آيات بيّنات من الذكر الحكيم أمام لجنة التحكيم بمقر "الشروق" برئاسة المقرئ خالد درباني، ومشاركة كل من عبد الهادي لعقاب، عمارة قسوم، سمير بن شهرة وعبد السلام هزيل، مع المشاركة الشرفية للمقرئ السوري المعتصم بالله العسلي، في ثلاث فئات، اختير منهم تسعة فائزين إلى الحفل النهائي، إذ سيستلمون جوائزهم التكريمية برعاية الشروق في الواحد والعشرين من هذا الشهر بقاعة الموڤار، في حفل تكريمي وجماهيري، سيحضره العديد من المقرئين، المنشدين والأئمة.
- وقسّمت الفئات الثلاث، حسب حسين جوالي نائب رئيس مكتب الجزائر الوسطى لجمعية حراء، إلى مجازين في أكثر من قراءة، وهذا يشترط فيه أن لا يتجاوز سن المشاركين فيه 35 سنة، الفئة الثانية الحفظ مع التفسير، ويشترط فيه حفظ القرآن الكريم مع حسن الآداء والتجويد دون تفسير، أما الفئة الثالثة فتتعلق بالحفظ الكامل للقرآن الكريم، ويشترط في الفئتين الاخيرتين أن لا يتعدى سن المشاركين 24 سنة، لإتاحة الفرصة لغيرهم في الطيعات القادمة.
- وذكر المتحدث أن التصفيات لهذه الطبعة ضمّت 153 مشارك، بعد الإعلان عنها في المراكز الثقافية على مستوى العاصمة، وتمثلت مشاركة الفتيات في نسبة محتشمة، لم تطبق عليها نفس الشروط، بغية تشجيعهن على المشاركة في الطبعات القادمة، وتمثل حضورهن لهذه الطبعة في 43 مترشحة، وأفاد أن المجازات في القراءات قليلات في الجزائر أو في العالم العربي، والهدف من إقحام العنصر النسوي في هذه المسابقات تشجيعهن ليكون القرآن رفيق كل مسلم ولا يكون حكرا على الرجال فقط.
- وقيّم المتحدث مستوى المسابقة بالمتطوّر، حيث بعد بلوغها طبعتها الحادية عشرة استطاعت أن تخرج من العاصمة لتسجل حضورا لمشاركين من ولايات أخرى، مثل الشلف، البويرة، معسكر وتيارت، وينتظر أن تكون وطنية في الطبعة المقبلة، بعد أن ارتكزت السنوات الفارطة على العاصمة لوحدها.
- ونوّه ممثل جمعية حراء بالأعمال التي تقدمها خلال كل طبعة، من تقديم لعلماء الجزائر والتعريف بهم، حيث أبرزت لهذه الطبعة أبي القاسم الهذلي البسكري، وهو واحد من المختصين في القراءات، كما تم السنة الفارطة تقديم العالم أبي عبد الله محمد المغراوي الوهراني المعروف بشقرون، وفي 2009 تم تقديم ابن العباس زواوي البجائي، وهم جميعا على علاقة بعلم القراءات.
- وتعكف الجمعية أيضا على تقديم قفة رمضان عبر كل بلديات العاصمة، من خلال مكاتبها العشر على مستوى الجزائر، فضلا عن خمسة مطاعم للرحمة، بكل من الكاليتوس، دالي ابراهيم، براقي، أما ببلدية الدويرة فيقوم المحسنون من المنتمين الى الجمعية بإحضار وجبة الفطور الى مستشفى الدويرة وبن عكنون، نظرا لامتناع أهالي المرضى عن الطهو هناك، ومحدودية الإمكانات لتحضير وجبة إفطار كما ينبغي.
-
- المقرئ الجزائري عمارة قسوم للشروق:
- دعم الشروق للمسابقة يدخل في صميم رسالتها الإعلامية الصادقة
-
- أكد المقرئ الجزائري عمارة قسوم، أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة جمعية حراء للقرآن الكريم، التي ترعاها يومية الشروق، على دور الرعاية الإعلامية من قبل الجريدة لمثل هذه المسابقات التي تعنى بالقرآن الكريم وإبراز حفظة كتاب الله، مضيفا أن هذا مكسب للجريدة وللمسابقة معا.
- وأكد الشيخ عمارة في حديثه للشروق على هامش التصفيات النهائية التي جرت أطوارها يوم أمس بمقر الجريدة، أن العناية بالمسابقات القرآنية وبكل ما له علاقة بخدمة العلم والعلماء، إعلاميا، يدخل في صميم الرسالة الصادقة والهادفة للإعلام، وقدم المتحدث شكرا للجريدة على دعمها لهذه المسابقة والمساهمة فيها، داعيا الإعلام الجزائري للاهتمام بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم وعلمائنا الأجلاء، مشبها رسالته برسالة الدعوة التي يجب أن تكون صادقة وهادفة.
- وعن المسابقة لهذه السنة مقارنة مع السنوات الماضية خاصة وأنه كان أحد أعضاء لجنة التحكيم في الطبعة الماضية، فقد أكد أن المستوى في تحسن مستمر وهناك فرق بين العام الماضي وهذه السنة، مضيفا أن المسابقات القرآنية التي تقام في مختلف ولايات الوطن، والاهتمام الكبير الذي بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة، في مقدمتها برنامج فارس القرآن، يبشر بخير كبير، داعيا الجهات المعنية لإعادة إحياء المدارس القرآنية التي كانت تعرفها الجزائر سابقا واندثرت، لما لهذه المدارس من دور كبير في الحفاظ على ترسيخ مبادئ حفظ القرآن الكريم وانتشاره في أوساط الشباب، كما دعا أصحاب هذه المسابقات لتكريم المتسابقين تكريما يليق بهم، لخلق نوع من التنافس في حفظ كتاب الله، تشجيعا على مواصلته.
- وفي ما يتعلق بتعليق الشيخ على سؤال الشروق حول مستوى المسابقات القرآنية التي تقام هنا في الجزائر مقارنة مع باقي المسابقات في العالم الإسلامي، فقد تفاءل خيرا بها، وأضاف أنه تنقصنا بعض الخبرة خاصة في لجان التحكيم، والمعايير التي تعمل بها في المسابقات، "فيجب أن يكون فيه اتفاق مع كل أفراد اللجنة حتى لا يظلم المتنافسون".
- يذكر أن المقرئ الجزائري الشيخ عمارة قسوم، حفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة، بالجامع الكبير بالعاصمة، على الطريقة القديمة التي اندثرت كما يقول، على رواية ورش عن نافع، ثم انتقل لبلاد الشام، وأخذ عن علمائها بعض القراءات، على غرار الشيخ أبو الحسن الكردي، كما أخذ عن الشيخ شنقيط من موريتانيا، ودرّس القرآن الكريم في مركز لتحفيظ القرآن الكريم بإمارة عجمان، كما عمل إماما خطيبا في مسجد لـ8 سنوات بالإمارة ذاتها، الشيخ عمارة الذي أجيز في 6 قراءات، حكّم في 23 مسابقة لتحفيظ القرآن في سجون الإمارات، وفي دورتين لمسابقة عجمان للقرآن الكريم.
-
- المقرئ عبد الهادي لعقاب للشروق:
- الجزائريون مولعون بالقرآن الكريم كأنه يجري منهم مجرى الدم من العروق
-
- استحسن المقرئ عبد الهادي لعقاب موجة تحفيظ القرآن الكريم التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة، كاشفا عن مشروع إنشاء مشيخة بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وأرجع في هذا الحوار أسباب غياب مقرئ ديار ببلدنا للحقبة الاستعمارية التي دمّرت الإقراء.
-
- * كيف ترى واقع القراءات والإقراء في الجزائر؟
- -في السنوات الأخيرة لوحظت نهضة بمعالمها في القراءة والإقراء، وعرف إقبال كبير على الحفظ وتعلم التجويد والترتيل، إضافة إلى التخصص في علومه في مجال القراءات وعلوم القرّاء، ناهيك عمّا تعرفه الجزائر من خزّان كبير لحفظة القرآن الكريم، بغض النظر عن أحكامه، فهذا دليل على اهتمام بلادنا بالقرآن الكريم ونشره وتعليمه، وهذا متمثل في إقامة المسابقات في كل مستوياتها، من المسابقة الدولية لحفظ القرآن برعاية رئيس الجمهورية، إلى الأسبوع الوطني لحفظ القرآن، برنامج فرسان القرآن وتاج القرآن، وصولا إلى هذه المسابقة التي تنظمها جمعية "حراء"، وهذا معلم بارز يجب الاعتناء به.
-
- * عكس كل البلدان، هناك مقرئ الديار، برأيك إلى ما توعد أسباب غيابه في الجزائر؟
- -غيابه له عدّة أسباب، منها الانقطاع الذي حصل جرّاء الحقبة الاستعمارية، حيث دمّرت الإقراء في الجزائر، وكانت معروفة من قبل أنها موفد القراء والمقرئين وقبلة من يريد الإسناد، أما بعد الاستقلال فلم يكن هناك أثر لكل من كان معروفا بالإجازة، وقلّوا، إن لم نقل انعدموا، إلا البعض ممن يعدّون على رؤوس الأصابع.
- وبعد الانتقال والسفر إلى المشرق العربي من سوريا، الحجاز ومصر كان الطلبة الجزائريون يتخصصون في علوم القرآن خاصة القراءات، وأعادوا إلينا هذا العلم المسلوب، ونلمس ذلك في استرجاع شدّة اهتمام الجزائريين بهذا العلم كأنه يسري في دمائهم.
-
- * بحكم العمل بالميدان، هل بادرتم لإنشاء رابطة متعلّقة بالقرّاء والمقرئين؟
- -نحن بصدد ذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، طلبنا ذلك، وأقيمت عدّة ندوات تتكلم عن الإجازة وشروطها، إلا أننا نحتاج إلى وقت حتى نجمع المجازين، ونرسم خارطة طريق لإقامة المشيخة بالجزائر، وكل ذلك متوقف أيضا على الوزارة وبالضبط بتعاملنا مع مديرية تعليم القرآن والتوجيه الديني.
- * ما تعليقك على مسابقات القراءة وحفظ القرآن بالجزائر، وكيف تنظر إليها؟
- -هي بمثابة النهضة وبعث للقرآن الكريم في نفوس شعبنا، إذ وجدنا إقبالا كبيرا من الشباب، خاصة أذيعت تصفيات "تاج القرآن" في التلفاز على مرأى كل الشعب، فقد لاحظنا إقبالا على تتبع الحلقات والبرايمات، واهتماما كبيرا من الشباب، ناهيك عن الكبار وربّات البيوت، إذ أنه بعثت بصدى طيب في العالم العربي، وصارت دولا شقيقة تطلب المشاركة فيها، خاصة بالنسبة لمسابقة القرآن الدولية، حيث تضاهي الآن بقية المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم في دبي والمملكة العربية السعودية.
-
- * جل أسانيد الجزائريين من الشام، ألا توجد أسانيد جزائرية قديمة؟
- -هناك أسانيد أزهرية أيضا، لكن الجزائر نجدها خلت، إن لم نقل انعدمت فيها الأسانيد، ومن هم متبقون منحصرون فيمن أخذوا القراءات من الطرق العشرية للإمام نافع، فهناك نجد سندا جزائريا، وممّن عرف بحوزه لإسناد نافع شيخنا الطاهر آيت علجت، أما بقية الأسانيد فلا أظن أن نجد فيها جزائريين.
-
- أعضاء اللجنة العلمية لمسابقة حراء
- * الشيخ خالد درباني، رئيس اللجنة، مقرئ جامع للقراءات العشر. خريج الأزهر الشريف.
- * الشيخ بلعباس بدر، جامع للقراءات العشر من مكة المكرمة.
- * الشيخ عمارة قسوم، مجاز في 5 قراءات، درس في سوريا وموريتانيا اشتغل بالإمامة 8 سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة وعمل حكما في عدة مسابقات دولية.
- * الأستاذ عبد الهادي لعقاب، ماجستير في علوم القرآن من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مجاز في عدة قرءات.
- * الشيخ عبد السلام هزيل، خريج الأزهر الشريف، مجاز في روايتيى ورش وحفص.
- * الشيخ سمير بن شهاب، مجاز في رواية حفص .
- أصداء
- * شهدت الجلسة الصباحية من التصفيات، حضور المقرئ السوري معتصم بالله العسلي، الذي شارك لجنة التحكيم، وذلك قبل دخوله في منتدى الشروق، الذي تطرق فيه لزيارته الرمضانية للجزائر والوضع الراهن في سوريا، خاصة وأنه كان أنجح شباب ثورتها قبل أن يفر منذ أيام
- * عاش مقر الشروق، أمس، أجواء روحانية، لم يسبق له أن عرفها، بحضور كوكبة نيرة من مقرئي الجزائر، وكذا طالبي العلم، الذين تنافسوا في حفظ وتلاوة كتاب الله، نرجو لهم المزيد من النجاحات، والعقبى إن شاء الله التفوق في المسابقات الدولية التي تسجل حضورا جزائريا كل سنة.
- * قسّم الدور التصفوي النهائي إلى نصفين، جزء صباحي وآخر مسائي، حيث بدأت التصفيات من الساعة التاسعة صباحا، وتوقفت بسبب صلاة الجمعة واستأنفت بعد الصلاة عملها لغاية المساء.
- * شهد الدور التصفوي غيابا كليا لحافظات القرآن الكريم من النساء، بسبب اعتماد اللجنة على اختيار الحافظات في دور واحد، شاركت فيه 43 فتاة، وتم اختيار 15 منهن، لتكريمهن في الحفل الختامي، عكس الرجال، الذين تم اختيارهم عبر أدوار تصفوية عدة، كان آخرها أمس بمقر الجريدة كونها الراعي للمسابقة.
- * اصغر مشارك في المسابقة كان الطفل محمد عسكري، عمره 8 سنوات ويقطن بالعاصمة.
- * أكبر مشارك هو الشيخ أحمد قوادري بوجلطية، في فئة المجازين، وعمره 60 سنة، من ولاية تيارت.
- * عدد المشاركين في الجزء الأول من الدور التصفوي الذي احتضنته الشروق، كما ستحتضن الجزء الثاني يوم الجمعة القادمة، بلغ 35 مشاركا.
- * تميز المشارك قدور عقباني المولود بسنة 1994 في المسابقة، بكونه كفيف، ورغم ذلك تميز بالمشاركة.
تصنيف : أوراق حضارية
0 التعليقات:
إرسال تعليق